السبت، 21 يوليو 2012

إمام الشوق


إمام الشوق
********

تركتُ مواجع السنوات خلفي = وجمعّتُ القوى من بعد ضعفي
ونفسي رحتُ أدعوها مُهِمٌ = من الآثارِ يا نفسُ استشفي
قليلٌ من بقايا العمرِ ضلّت = ويا سرعان منقلبي لحتفي
وأنتِ مثلما أنتِ عنودٍ = إلى الآثام كَم حاولتِ خطفي
ألا عودي لرشدكِ واستفيقي = وعن فعل المعاصي اليوم كفي
لعّلي مُدركٌ ما فات مني = وأمسحُ غُبرةَ البلوى بكفي
واسلك عابرا دربا تجلى = بدمعِ محاجرٍ وغديرِ نَزفِّ
لعّلِي إن مشيت به سألقى = حبيباً ذكره للداءِ يُشفي
إمَام الشوقِ أن بيَ انفعالٌ = يهددُ كلَّ عاصفتي ولهفي
أليكَ وأنت في فرجٍ ستأتي = وجيشُك عارضٌ صفا بصفِّ
فلا أملٌ سواكَ ولا رجاءٌ = لنارِ مصائب الإسلامِ يُطفي
لنا عشقُ انتظاركَ صار لحناً = فرحتُ كعزفهم اشدو بعزفي
دهورٌ والرجاءُ إليكَ يمضي = مع السنواتِ ألفا بعد ألفِ
وما جفت مآقيَ مَنْ أحالت = أليك أمورها في كلِّ وقفِ
وأنكَ طلعةُ الآمال فيها = جلاءُ الجورِ يمحو كلَّ زيفِ
وأنكَ شمسُها ما غبت عنها = وأنت غياثهُا من كلِّ خوفِ
إمام العصر والآمالُ زرعٌ = روينا غرسَهُ دمعاً بنزفِ
وآهاتِ المصائب إذ توالت = أليك مثولها طفّاً بطفِّ
يقيني أن قلبكَ كم تلظى = وحتى إن ظهرتَ فلستَ تُخفي
أنينَك للعقيلةِ وهي تسبى = على مرأى العوامِ بظَهرِ عجفِ
وهذا الجرحُ أدمى قلبَ طه = إلى يومِ النشورِ بغيرِ وقفِ
فلو إرَبّــاً تُقطِعهُم مِراراً = يقيناً أن هذا ليس يكفي

*****
بقلمي
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق